منتدى الجغرافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الجغرافية

๑۩۞۩๑ مديــــــر المنتــدى ๑๑๑ عــــــــارف الإمــــــــارة ๑۩۞۩๑
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى الجغرافية منتدى لكل العرب شاركونا بمواضيعكم الجغرافية وضعوا بصمتكم في المنتدى
منتدى الجغرافية منتدى مجاني وضع لخدمة المسيرة العلمية .
نسعد بمشاركاتكم واقتراحاتكم .... ضع لك بصمة واتركها في ميزان حسناتك.

 

  التخطيط الحضري في بعض مصنفات العلماء المسلمين دراسة في الفكر الجغرافي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 124
تاريخ التسجيل : 07/01/2011
العمر : 37
الموقع : العراق

 التخطيط الحضري في بعض مصنفات العلماء المسلمين                                  دراسة في الفكر الجغرافي Empty
مُساهمةموضوع: التخطيط الحضري في بعض مصنفات العلماء المسلمين دراسة في الفكر الجغرافي    التخطيط الحضري في بعض مصنفات العلماء المسلمين                                  دراسة في الفكر الجغرافي Empty2011-03-18, 2:56 pm


التخطيط الحضري في بعض مصنفات العلماء المسلمين
دراسة في الفكر الجغرافي

المدرس
أسامة إسماعيل عثمان
كلية الآداب _ قسم الجغرافية


المقدمـــــة
كان التخطيط ولا يزال يحظى بأهمية كبيرة في الدراسات التي تعنى بتحديد الرؤية المستقبلية للحيــاة
البشرية بشتى صورها وفعالياتها ، فالإنسان بوصفه الكائن الوحيد المسئول عن تعمير الأرض يحــاول
دائما تحدى عقبات الطبيعة ليصنع منها بإرادته الواعية لأهمية التعاطي مع الإمكانات المتاحة له حيــاة
أفضل لمجتمعه .
والتخطيط الحضري واحدا من أصناف التخطيط الذي حظي بالعديد من الدراسات التي تتعاطــى مع
المستوطنات البشرية منذ القدم فقد سبق البابليين الأمم الأخرى بوضع جداول مطولة بأسماء البلدان والمدن
والأنهار ، وقد راعت هذا الجانب المدارس الفكرية المعروفة كالمدرسة الإغريقية والرومانية التي أسهبت
في تحديد الأطر التي اتبعها المخططون في تلك الحضارات عند تخطيط المـدن وتحــديد التوزيــع
الأمثل لاستعمالات الأرض ضمن خطة المدينة ( التصميم الأساسي ) .
هدف الدراسة
يهدف هذا البحث تتبع الآراء التي وضعها العلماء في العصــر الإسلامــي() في مصنفاتهم عند دراستهم للمدن الإسلامية ضمن مفهوم التخطيط الحضري فضلا عن دراســة الأفكـار التي صيغت لتخطــيط المدن الجديدة التي ظهرت في ذلك العصر () لتمحيصها وتحليلها ومحاولــة الخـروج بمنظور يؤطر لهؤلاء العلماء جهودهم في رفد التـخطيط الحــضري بالنظريات والمفاهيم التخطيطية إن وجدت .


فرضية البحث
من اجل تحقيق هدف الدراسة وضع الباحث الفرضــية الآتية "" كانت المدن الجديدة في العصــر الاسلامي مدنا مخططة وفق رؤى علمية وفقهية ولم تكن عشوائية النشأة "".
منهج البحث
ومن اجل تأكيد مدى صحة هذه الفرضية حاول الباحث وباستخدام المنهج التاريخي والمنهج الاستقرائي فضلا عن المنهج الاستنباطي التحليلي تقصي حقيقة الدور الاسلامي في هذا المجال من خلال تفحص ما أمكن للباحث الحصول علية من المراجع العربية التي تناولت هذا الموضوع بالبحث والدراســة وهي على كثرتها انما تتطلب جهدا كبيرا في استخلاص ما يتعلق بموضوع البحث لذا تمت الاستعانة ببعض المصنفات وخاصة تلك التي اهتمت بموضوع المدن والريف واطباع السكان فيهما نظرا للعلاقة المتبادلة بين الانسان والطبيعة .
أهمية الدراسة
يرى ابن خلدون ان لكل حضارة عمرا معلوما وعد انطفاء توهجها الحضاري أمرا مسلما به في نهايــة
المطاف ولأسباب عدة تختلف من حضارة إلى أخرى ، ومن غير شك ان الحضارة الإسلامية احتلت مكانة
مميزة بين الحضارات المعروفة في العالم سيما وانها استمرت لألف عام تقريبا شهــدت خلالها العـلوم
المختلفة الكثير من التطور في المناهج والرؤى الفكرية وقد بلغت هذه الحضارة أوجها في القرنين الرابـع
والخامس الهجريين( العاشر والحادي عشر الميلادي) ، ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة فيما تنشده مــن
تقصي حقيقة الدور العربي و الاسلامي في رفد التخطيط الحضري بالافكار والنظريات خاصة مع تعرض
مفهوم المدينة العربية الإسلامية للكثير من التشويه وسوء الفهم كما لم يتعرض له أي مفهوم آخـــر، لأن
الدراسات الحديثة التي عالجت موضوع المدينة العربية الإسلامية لم تكن دراسات عربية ولا إسلاميـة فقد
كان المستشرقون من أوائل من درس المدن الإسلامية في بداية القرن الماضي ولم تكن تلك الدراسات علمية
وموضوعية بل كانت متحيزة ومتعالية( )تحاول بكل الوسائل إثبات ان المسلمين لم يساهموا في بناء المدن ولم يعرفوا الحياة الحضرية عموما، فهم مجرد قبائل رُحّل تعودوا على الانتقال وعدم الاستقرار، وان المدن التي شيدت في العصور الإسلامية كانت مدنا حربية بالدرجة الأولى وكانت امتدادا للمــدن البيزنطــية والرومانية ولم يتوقف الاستعلاء الاوروبي عند هذا الحد بل راح بالطريقة نفسها يبرهن ان المجتمـــع الإسلامي كان بعيداً عن العقلانية وبعيداً عن العلم والمعرفة، وان الحضارة الإسلاميـة لم تشهد تطورا في العلوم ولم تعرف نمط الحياة الحضرية وهكذا ظهر التراث الإسلامي في التحضر على ايديهم فقيرا ليس فيه حياة مدنية ولا يشير إلى ما انجزه المسلمون في مجال انشاء المدن وتخطيطها وحيث ان الإسلام لـه نظرة خاصة في الحياة والمجتمع والنظام والسياسة والاقتصاد فان المجتمع المدني الإسلامي له خصوصية وسمات تجعله يختلف جذرياً عن غيره من المجتمعات ولم تكن المدينة الإسلامية تعكس نفس الملامــح والمظاهر خلال كل عصور تأريخها وتطورها، وانما كانت تعكس مظاهر حضارية وثقافية واجتماعيـــة تختلـف باختلاف العصور لأن المدينة هي انعكاس لثقافة العصر الذي وجدت فيه مع وجود اساس ثابت مستمــر بطبيعة الحال.
هوية المدينة الإسلامية
عمد الإنسان منذ فجر الحضارات إلى تأمين المأوى المناسب الذي يلائم الظروف الطبيعية التي يعيش فيها
وقد اختلفت أنماط وأشكال المساكن التي هيأها تبعا لذلك ، وقد كان للعرب نصيبا في معرفة الظروف البيئية
التي يعيشون فيها وبالتالي كان تصميم البيئة السكنية يلائم تلك البيئة الطبيعية التي تتسم بالمناخ الحــار ،
وكذلك كان للمعتقدات الدينية دورا في تحديد ملامح البيئة السكنية في المدن العربية فغالبا ما كــان المعبد
يشكل المنطقة المركزية للمدن نظرا للدور الذي يلعبه في حياة السكان الدينية والدنيوية وقد كان لمقر الحكم
كذلك دورا رئيسا في تحديد خطة المدينة حيث كانت تتوزع الدور السكنية لطبقات المجتمع حول المعلَََََميـن
تبعا لحجم النفوذ الذي تشكله في المجتمع ، وتعد مكة المكرمة خير مثال يمكن ان نستدل به على هذا الامر
من الواقع العربي قبل ظهور الإسلام حيث كانت الكعبة المشرفة وما يحيط بها من اصنام فضـلا عن دار
الندوة تشكلان مركز المدينة الديني والسياسي ، وبعد ظهور الإسلام وتأسيس الدولة الاسلامية بملامحهــا
السياسية بعد الهجرة اخذ الرسول (ص) بتأسيس المسجد ومن ثم بنى غرفا له اتخذها دارا كـان يدير منها
امور الدولة الدينية والسياسية ، وقد اصبح ذلك عرفا تخطيطيا في العصر الاسلامي عند التأسيس للمــدن
الجديدة حيث يتم بناء المسجد وبالقرب منه دار الإمارة للتدليل على التوأمة بين الخطين الديني والسياسـي
في الدين الإسلامي ويظهر ذلك واضحا عند تأسيس مدن البصرة والكوفة و واسط والفسطاط والقيــروان
وبغداد .... الخ لذا اصبح المسجد السمة المميزة للمدن الإسلامية واهم العناصر العمرانية فيها ، ويذكــر
القزويني ان عملية تخطيط المدن كانت تمر بمراحل عدة تبدأ من اختيار الموضع المناسب للمدينــة وذلك
بقوله "" إن الملوك الماضية لما أرادوا بناء المدن أخذوا آراء الحكماء في ذلك فالحكماء اختاروا أفضــل
ناحية في البلاد وأفضل مكان في الناحية وأعلى منزل في المكان من السواحل والجبال ومهب الشمال لأنها
تفيد صحة أبدان أهلها وحسن أمزجتها واحترزوا من الآجام والجزائر وأعماق الأرض فإنها تورث كــرباً
وهرماً‏ ""(1). كما تناولت مصنفات المسلمين أيضًا جغرافيا المدن فقد اهتمت هذه المصنفات بذكر أسمـــاء
الأمصار والمدن والبلاد وضبط هذه الأسماء(2) ، كما اهتم العرب في العصر الاسلامي بتصنيف المدن فقد عمدوا إلى تصنيفها حسب الحجم فقسموها إلى مدن كبيرة ومدن متوسطة ومدن صغيرة ، كما تم التصنيـف على اساس الحضر والريف فتم تقسيم المستوطنات البشرية إلى مدينة وقرية وفصَلوا في تصنيـف كل نوع من انواع المستوطنات البشرية لذا ظهرت العديد من المصطلحات في المصنفات الإسلاميــة التي تناولت المدن والقرى بالدراســة والتحليل مثل مدين وقصبة وبلدة وبلد وكوره وقرية(3) ، ويعتقد الباحـث ان هذا التقسيم كان ثمرة لمجهود العلمـاء المسلمين الذين ما انفكوا يدرسون المستوطنات البشريـــة في العصر
الإسلامي دراسة تفصيلية اخذين بنظر الاعتبار عدد السكان واجناسهم ومستوياتهم الاقتصاديــة وطبقاتهم
الاجتماعية ونوع المهن السائدة في تلك المستوطنات ، ولا شك انهم استفادوا كثيرا من تصنيف المستوطنات
البشرية الذي ورد في القرآن الكريم الذي تارة يسميها مدينة كما في قوله تعالى "" فاصبح في المدينـة خائفا
يترقب "" (4) وتارة قرية "" إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا "" (5) وتارة يسميهـا بلد "" لا اقسم بهذا البلد ""(6) وتارة بلدة "" إنما أمرت ان اعبد رب هذه البلدة "" (7).
وأفضل المصنفات التي اهتمت بهذا الجانب هي المعاجم الجغرافية مثل) معجم ما استعجم ، معجم البلدان ،
تقويم البلدان) ووضع بعضهم مؤلفات اقتصرها على أسماء الأماكن المتشابهة في الاسم مثل( كتاب المشترك
وَضْعًا والمفترق صقْعًا) لياقوت الحموي وكتاب البلدان لليعقوبي واحسن التقاسيم في معرفة الاقاليم للمقدسي فضلا عن كتب التاريخ مثل كتاب العبر وديوان المبتدا والخبر _المقدمة _ لابن خلدون و تاريخ الرســل والملوك للطبري وكتاب تاريخ مدينة السلام (بغداد) للبغدادي والكامل لابن الاثير وتاريخ اليعقوبـي وكتاب اثار البلاد واخبار العباد للقزويني وكتاب فتوح البلدان للبلاذري ، وتحدثوا عن أسس اختيار المواضع التي تقام عليها المدن من حيث توافر المياه وملائمة الهواء وارتفاع المكان وقد كان لابن خلدون آراء جد مهمـة في سبب نشأة المدن وأفضل البقاع لإقامة هذه المدن كما وتطرق لأسباب خرابها فيقول ( سبب خراب المدن قلة مراعاتهم لحسن الاختيار في اختطاط المدن وانظر لما اختطوا الكوفـة والبصــرة والقيروان كيف لم يراعوا في اختطاطها إلا مراعي إبلهم وما يقرب من القفر ومسالك الظعن فكانت بعيدة عن الوضع الطبيعي للمدن ولم تكن لها مادة تمد عمرانها من بعدهم فقد كانت مواطنها غير طبيعية للقرار ولم تكن في وســط الأمم فيعمرها الناس)(8) ، وتناول إخوان الصفا أيضًا جغرافية المدن وسكانها وطبائعهم وأعمالهم وعاداتهـم ودوابهم فيقولون في الرسالة الخامسة وهي رسالة في الجغرافيا ( إن في كل إقليم من الأقاليم السبعة ألوفًا من المدن تزيد وتنقص وفي كل مدينة أمم من الناس مختلفة ألسنتهم وألوانهم وطباعهم وآدابهم ومذاهبهــم وأعمالهم وصنائعهم وعاداتهم ولا يشبه بعضهم بعضًا وهكذا حكم حيوانها ومعادنها مختلفة الشكل والطعـم واللون والرائحة وسبب ذلك اختلاف مناخ البلاد وتربة البقاع وعذوبة المياه وملوحتها)(9).
عليه يمكن القول ان المدرسة الإسلامية تنبهت لأهمية التخطيط للمدن منذ نشأة الدولـة الاسلاميـة ولا يمكن ان ندعي بأن التخطيط الحضري في العصر الاسلامي كان عشوائيا او لا يراعي العلميـة في تخطيط المدن بل على العكس كان التخطيط الإسلامي للمدن يراعي العوامل الطبيعيــة من حيث اختيار الموضــع والموقع للمدن الجديدة وتاثير العوامل المناخية والتركيب الداخلي لتلك المـــدن والعلاقات الاقليمية لها وغيرها من الاعتبارات التخطيطية التي تكاد تتشابه مع الاعتبارات التخطيطيــة التي يجب مراعاتها عند تصميم المدن في الوقت الحاضر ، وسنتطرق في هذا البحث لكــل الاعتبارت التي اعتمدت عند تخطيط المدن الاسلامية الجديدة كما وردت في بعض مصنفات العلماء المسلمين وعلى النحو الاتي:_
ا_ اختيار موضع وموقع المدن الجديدة :_
يعكس التخطيط المادي للمدينة الإسلامية المحاور المختلفة التي قام عليها تخطيط المدينة بجوانبه المختلفـة
وعادة تبدأ عملية التخطيط لأي مدينة باختيار الموقع situation الذي ستقام عليه وقد تاثر اختيار موقــع
المدن الإسلامية بعوامل عدة اختلفت بحسب الدور المطلوب ان تؤديه هذه المدينة أو تلك سواء كان عسكريا
أو سياسيا أو اقتصاديا.
معظم المدن الجديدة في العصر الإسلامي كانت مدنا عسكرية وخاصة تلك التي انشات في العصر الراشدي
نتيجة للفتوحات الإسلامية التي كانت تتطلب وجود اماكن لتجمع المحاربين لغرض الاستراحـــة وتجميع
القوى فضلا عن متطلبات الاعداد والتدريب العسكري خاصة مع وصول الفتوحات الى اماكن تبعد كثيـرا
عن المدينة المنورة عاصمة الدولة الاسلامية ، ومن هنا جاءت فكرة تاسيس اول المدن الجديدة في العصر
الإسلامي إلا وهي مدينة البصرة التي انشات سنة (14هـ) حيث كانت النظرة العسكرية العامل الاهـم في
تحديد موضع المدينة فلقد كان للبيئة التي يعيشها العرب الأثر الواضح عند تخطيط المدينة وكان للصحراء
الدور البارز في صقل المدارك العربية ويبدو ذلك واضحا عند اختيار موضع مدينة البصرة فعندما اختـار
القائد عتبة بن غزوان موضعا خلف دجلة العوراء(10) وكتب بذلك للخلفية عمر بن الخطاب أشار له الأخير بان يختار موضعا آخر بحيث لا يترك النهر إلى الخلف منه بل يجعل من الصحراء ظهيرا له ولقد كــان الغرض من ذلك عسكريا بحتا حيث ان وجود النهر امام المدينـة يعتبر حاجزا دفاعيا طبيعيا يمكن ان يعيق حركة العدو في حال الهجوم كما ان وجود الصحراء ظهيرا للمدينة يتيح للجيش الاسلامي حرية الحركــة فيها كونه الاعلم بمسالكها وقد روعي هذا الاعتبار كذلك عند تاسيس مدينة الكوفة ، وبعد تطور الدولـــة الإسلامية اخذت الاعتبارات التخطيطية تنحى منحى آخر يواكب التطور الحاصل في المجتمع ويتضـح ذلك من تخطيط مدن واسط وبغداد وسامراء والفسطاط والقيروان(11) وغيرها من المدن الاسلامية التي بدت لها مواصفات مختلفة وأصبح لها غايات عديدة ، وقد استفاد مخططوها من تجارب الامم الاخرى المجــاورة
والتي بدت اثارها واضحة في طبيعة التركيب الداخلي لهذه المدن والذي بدا مغايرا تماما لتخطيط المــدن
الاولي والتي كانت تتسم بالبساطة .
أما بالنسبة لاختيار موقع المدن الاسلامية الجديدة فقد راعى المخطط لتلك المدن توفير اهم اسباب الحياة في
تلك المواقع وهو الماء ، والماء كما هو معلوم يحظى باهمية كبيرة في حياة العرب نظرا لظروف الصحراء
القاسية . كما وراعى المخطط العربي انذاك ضرورة ان يكون بالموقع او بالقرب منه اسباب الرزق لهـذه
المدن سواء للناس او للماشية ، كما برزت أهمية الاعتبارات المناخية في تحديد موقع المدن الجديدة حيـث
يذكر ابن الربيع الاعتبارات المناخية في اختيار موقع المدن وهي( سعة المياه المستعذبة واماكــن الميرة
المستمرة واعتدال المكان وجودة المناخ ونقاء الهواء والقرب من المراعي والاحتطاب) (12) كما يعــد ابن
خلدون()اعتدال المناخ ونقاء الهواء من اهم الاعتبارات عند اختيار موقع المدن الجديـدة حيث يذكر ( فان
الهواء إذا كان راكدا خبيثا او مجاورا للمياه الفاسدة او مناقع متعفنة اسرع اليها العفن من مجاورتـها ) (13)
، ويتوافق ذلك مع ما ذهب اليه لابلاش بقوله ( ان للطبيعة اثر في نمو وازدهار المدينة اذ تحـاول فرض
نفسها على المدينة وعلى الانسان حيث يظهر اثر الطبيعة واضحا في شكل المدينــة الهندسي ) (14) ولعل
مدينة بغداد تعد من اهم المدن الاسلامية التي بدا تاثير الاعتبارات المناخية واضحا في تحديد موقعهـــا
وتخطيطها . كما لم يغفل المخطط للمدن الإسلامية أهمية الاقاليم المجاورة للمدينة حيث كان ذلك واحدا من
الاعتبارات التي وضعت لاختيار الموقع فكلما كان الاقليم خصبا في موارده عنى ذلك امكانية استمــرار
الحياة في المدن الجديدة لذا فان العلاقة بين المدينة واقليمها والاقاليم المجاورة لها تعد أساســــا لتحقيق
استمرارية الحياة فيها فضلا عن امكانية ازدهارها وتطورها وهو ما يفسر وفق النظريات الحالية بالعلاقـة
بين المدينة والريف المحيط بها او اقليمها المباشر فالعلاقة تبادلية كما يوضحها جمال حمدان بقوله ( هناك
تفاعل وثيق بين المدينة والريف يتكون من مجموعة من الافعال وردود الافعال المتبادلة بينهما) (15).
ومما يلاحظ ان العديد من المدن في العصر الاسلامي ازدهرت بفعل خصوبة اقاليمها مما جعلهـا تمتد في
التاريخ وعبر العصور المتعاقبة لتبقى خالدة حتي وقتنا الحاضر كما هو الحال في مــدن بغداد والموصل
ودمشق والقيروان في حين ساهم تدهور الريف المحيط بالمدن سواء لظروف طبيعيـة او بشرية في تغير
موقع أو اختفاء الكثير من المدن الاسلامية كما هو الحال في تغير موقع مدن البصرة و واسط عبر العصور
المتعاقبة . وقد اهتم العرب عند تخطيط المدن الجديدة بتحديد موقع المدن الجديدة بالنسبة للمدن المجـاورة
والاقاليم المجاورة لها فقد عمدوا الى اختيار موضعا يتوسط الاقاليم المجاورة ، ويعتقد الباحـث ان هــذا
الأمر ساهم بشكل كبير في ربط هذه المدن بسهولة مع بقية المدن عبر طرق وممرات مكنت هذه المــدن
الجديدة من السيادة والتحكم سيما اذا كانت هذه المدينة عاصمة الدولة كبغداد مثلا او انها اعدت لتكون قاعدة
تنطلق منها الجيوش او تسهل امر إدارة الاقليم بكافة جوانبه كما هو الحال بالنسبة لمدينة واسط عند تاسيسها
كما ان توسط المدينة بين الاقاليم المجاورة يعطي حرية الحركة والمرور للقادمين اليها او الخارجيـن منها
وهو ما تمت مراعاته عند تخطيط مدينة بغداد من حيث تعدد أبوابها و لا شك ان تعدد مداخـل المـــدن
ومخارجها يسمح بنفاذية المرور منها واليها دون ازدحام مما يكفل اختصار الوقت والمسافة وهو ما تؤكـد
عليه الكثير من النظريات الحديثة .
2_ خطة المدينة الإسلامية (التركيب الداخلي للمدينة الإسلامية) :
يخضع تخطيط المدينة الإسلامية لقواعد عامة محددة تبرز من بينها ثلاث قواعد اولها المسجـد الذي اعطى للمدينة طابعها الاسلامي وثانيها دار الإمارة وهي مقر الحكم وادارة الدولة وثالثها خطة المدينــة (16) التي تشمل توزيع استعمالات الارض المختلفة داخل المدينة ، وفيما سبق تمت مناقشـة القاعدتين الأوليتين وبينا اثرهما في بناء المدن الجديدة في العصر الاسلامي وسنتطرق فيما ياتي لدراسة القاعدة الثالثة وهي خطـة المدينة او ما يصطلح عليه التركيب الداخلي للمدينة وفق المفاهيم الحالية لجغرافية المدن.
تدرج التعقيد في التركيب الداخلي للمدن الاسلامية عبر السنين بفضل اكتساب الخبرة والاطلاع على تجارب
الاخرين في تخطيط المدن ويبدو هذا واضحا فيما لو قارنا بين تخطيط مدينة البصرة اول المدن الاسلاميـة
المخططة وبين مدينة بغداد مثلا حيث سنلاحظ الفرق واضحا بل ان تعاقب السنين على المدينة الواحــدة
واختلاف وظيفتها سيسهم في تغيير نمط التركيب الداخلي لها وهذا ما شهدته مدينة البصرة بعد ان تحـولت
من مدينة عسكرية الى مدينة للعلم والثقافة للمنطقة باسرها فضلا عن دورها التجاري ، ومما يميز المدينـة
الإسلامية أنها لم تنشأ لاسباب موضوعية بحتة وباسلوب هندسي يراعي الوضع الاقتصـــادي والجوانب
المادية فقط بل كانت تخطط منذ انشائها لتلبية مطالب الإنسان واشباع حاجاته النفسية والروحية والماديـة ،
ولم تكن المدينة العربية منظومة من المباني والمنشآت والمرافق فحسب بل كانت منسجمة مع حاجات الناس
في كل مراحل عمره وبمختلف فئاته فهي (اي المدينة) تشيد وتنمو وتتطور وفق خطة هندسيـــة تراعي
مشاعر الإنسان وتضمن له الشعور بالدفء والامان وتوفر له فرص التعليم والعلاج والتكافل الاجتمـاعي
كما تضمن له مستوىً معيشيا لائقاً بكرامته وانسانيته وكل شيء في المدينة في خدمة الانســان سواء كان
ماديا أو معنويا.
فشكل المنازل ومنظومة الساحات العامة والطرق والشوراع والاسواق فضلا عن المرافــق الخدميــة
كالمدارس والمستشفيات كلها تقاس بالمقياس الانساني وتراعي الابعاد السيكولوجيـة وتغطي رغبات الفرد وطموحه، والاسلام حينما أرسى دعائم الحياة الحضرية لم يرهق الانسان في حسابه التشريعي وانما وضع خطط المدينة على اساس النظرة الواقعية للانسان، كما لم يستمد الإسـلام غاياته التي سعى إلى بلوغهــا في تنظيم المدن وتنسيقها من ظروف مادية وشروط موضوعية مستقلة عن الانسان ذاته وانما نظر إلى تلك الغايات بوصفها معبرة عن مبادئ وقيم عملية ضرورية التحقيق من الناحية الخلقية ، فالإسلام يهتم بالعامل النفسي من خلال الطريقة التي يضعها في تخطيط المدن وبناء المساكن وينطبق ذلك ايضا على الجواـنب الاقتصادية والاجتماعية وشكل وتنظيم الاسواق وبناء المرافق العامة وفتح القنوات لري الاراضي واحيائه واقامة الجسور(17) فهو في الاسلوب الذي يتبعه لتحقيق غاياته في تنظيم المدن وتنظيم المجتمــع لا يهتـم بالجانب الموضوعي فحسب وانما يعنى بشكل خاص بمزج العامل النفسي والذاتي بالطريقة التي تحقق تلك الغايات وللعامل الذاتي اثره الكبير في الحياة الاجتماعية ومشاكلها وحلولها.
فالاسلام إذن لا يقتصر في تنظيمه للمدن على تنظيم الوجه الخارجي للمدينة فقط او يهتم بالمدن الكبيـرة
ومظهرها المادي فقط و يهمل الأحياء الفقيرة أو المناطق الهامشية أو التجمعــات التي تنتعش فيها روابط
الجوار والمحلات والاسواق والخانات كما يحدث في التخطيط الحضري للمدن الجديدة التي تركــز على
العاصمة وتبنى فيها افخم الفنادق والمطارات وارقى المستشفيات وتهمل المراكز الحضرية الاقل شأنا فتنعدم
فيها الخدمات الطبية او التعليمية فضلا عن خدمات البنى التحتية .
2_1 / الاستعمال السكني:
لاشك ان الوفاء بمتطلبات السكن لدى الناس تعد إحدى العوامل الاساسيــــة التي تضعها الدول عن
رغبتها في التاسيس لمدن جديدة ، وغالبا ما يحظى الاستعمال السكني بالنسبة الاكبر من استعمــــالات
الأرض داخل المدن مهما كانت اسباب انشائها(18) ، وهذا ينطبق على المدن الإسلامية الأولـى التي انشات
في عصر الراشدين صحيح أنها انشات لغرض عسكري والغاية منها دعم الجهد العسكري الا ان الاستعمال السكني حظي بالحيز الاكبر ضمن نسيج المدينة ،وسنتطرق هنا إلى التركيب الداخلي لمدينـة البصرة عند تاسيسها حيث ابتدرعتبة عند اختطاط المدينة ( وهو ما نصطلح عليه حاليا بتخطيط استعمــالات الارض داخل المدينة )( 19) ببناء المسجد ودار الإمارة ثم بعد ذلك قسم المدينة إلى خطط عديدة (احياء سكنية) جعل لكل قبيلة خطة خاصة بها ولعل الظروف التي انشات بسببها مدينة البصرة بوصفها مدينة عسكرية اختطت لاسكان المحاربين وعوائلهم دفعت عتبة بن غزوان إلي هذا الاجراء ليكون من امر تحفيز الجند على النفرة والتهيأ للقتال امرا سريعا فضلا عن اطمئنان الجند على ذويهم كونهم يسكنون في ذات الحي مع ابناء قبيلتهم مما يعني الحفاظ على الحالة النفسية للمجاهدين وهو مطلب ضروري في حاله المعـــارك وتم اخذ نفس الاعتبارات عند تخطيط مدن الكوفة والفسطاط ولا شك ان لهذا الاختيار اسبابه فالدولة الاسلامية لازالت في مهدها والقوة العسكرية الإسلامية على الرغم من قوتها واندفاعها نحو الجهاد بايمان واصــرار كبير على نشر العقيدة الإسلامية بين الامم ، الا ان الطرف الاخر كان الافضل في معرفة طبيعـة ارض المعركــة ومسالكها مما يفرض على الجانب الاسلامي التفكير مليا في الحفاظ على الجيش فضلا عن الحفــاظ على المدن الجديدة المشيدة نظرا لوجود عوائل المحاربين فيها مما يعني ضرورة حماية الارض المحررة جيدا والحفاظ عليها من أي خطر محدق وهذا ما يذكرة ابن الربيع بقوله ( وتحصين منازلـــها من الأعداء والاغدار )(20) كما ان هذا الاجراء يعمل على تقوية اواصر صلة الرحم بين ابناء القبيلة الواحدة فضلا عما يمكن ان تشيعه تقارب القبائل المختلفة في خطط متجاورة من مظاهر الالفة والمحبة التي سعى الإسلام الى نشرها في المجتمع ، ومما تجدر الاشارة اليه ان لذلك اصلا في السُنَة العملية للرسول الاكرم(ص) عند اختطاطه للاحياء السكنية في المدينة المنورة حيث عمد الى توزيع الخطط على القبائل فجعل لكل قبيلة خطة ( قطعة ارض ) خاصة بها(21) وجعل من امر تقسيم الخطـــة وبنائها رهنا برغبة ابناء القبيلة وإمكاناتهم المادية وقد اعطى هذا الاجراء ميزة للمدن الاسلامية لا يمكن ان نلاحظــه في المدن الاخرى وهو تعدد اشكال الخطط السكنية ضمن المدينة الواحدة وهو ما افرز انماطا مختلفة من اشكال المباني واحجامها فضلا عن نمط شبكة الشوارع في كل خطة من خطط القبائل ( الاحياء السكنية) ، ومما تجدر الاشارة اليه ان المخطط الاسلامي هنا لم يغفل عن امكانية النمو والتطور سواء للمدينة بشكل عام او للاحياء السكنية لذا نجده راعى في تقسيم الخطط إمكانية التوسع المستقبلي . (22)
2_2 / الاستعمال التجاري والصناعي:
الاقتصاد في الإسلام جزءٌ من كل ولا يمكن تطبيق جزء منه دون بقية الاجــزاء والاسلام بوصفه كيانا
حضريا لا يقبل التجزئة لانه صيغة حياة اجتماعية واقتصادية ونفسية فردية وجماعيـــة وعالمية دنيوية وأخروية خلقية ومادية، وترتبط كل هذه الكيانات العضوية في كائن عام بتفاعلات متبادلة غير قابلة للنقص او القطع او التجزئة، تعمل في تناسق واتساق بغير غنىً للجزء عن الكل أو للكل عن الجزء ،والسـوق في المدينة الاسلامية ليس نسقاً ثقافيا في ذاته بقدر ما هو جزء من نظام ثقافي اكبر أو باعتباره جزءاً متكامـلا ومتلاحماً ومتفاعلا مع انظمة فرعية اخرى منبثقة من نظام اكبر هو النظام الإسلامي وما فيه من مذهــب اقتصادي يعالج المسائل الاقتصادية ويحدد انواع الملكية ويفرض نظاماً وقواعد للانتاج والتوزيــع ويوفر الضمانات للتكافل الاجتماعي والتوازن الاجتماعي ويفرض ضريبة الزكاة ليعطيها الى مستحقيها ولاقامــة المشاريع العامة والمنشآت الثقافية كاقامة الجسور وبناء المدارس وتشييد الجامعات واقامة المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية.
ونظرا لوقوع المسجد في الغالب موضعا يتوسط المدينة الاسلامية لذا اتخذت الاسواق فيها مكانا مجــاورا للمسجد مستفيدة مما يصطلح عليه اليوم خاصية التجاذب الوظيفي وقد اختط الرسول الاكرم (ص) السوق في وسط المدينة المنورة ، وقد اعتمد توزيع المحلات التجاريـــة ضمن الأسواق على اساس اعتبارات ثـلاث فالاعتبار الأول عد التشابة في السلع المعروضة في كل سوق مطلبا رئيسا واما الثاني فقد اعتبـــر ترتيب المحلات في الأسواق يجب ان تتلائم مع احتياجات السكان الضرورية أما الاعتبار الثالث فاعتمد مطلب تجنب الضرر وتجدر الإشارة ان هذا الاعتبار يتلائم مع الشرع الإسلامي ووفق القاعدة الفقهيـــة " لا ضرر ولا ضرار" ، وقد بدأ تخطيط الاسواق وتصنيفها بشكل علمي في العصر الاموي وتبدو اسواق مدينة واسط (23) مثالا لذلك فضلا عن التطور الحاصل في اسواق مدن البصرة(24) والكوفة(25) والفسطاط( 26) حيث اصبح لكل نوع من انواع السلع مكانا خاصا ضمن السوق الكبير ، ومما يميز الاسواق الاسلامية ان توزيع المؤسسـات التجارية فيها حكم وفق الشريعة الاسلامية خاصة فيما يتعلق بحقوق الاخرين كحرية الحركــة والمرور في شوارع المدينة ، ومع تطور النشاط التجاري في المدن الاسلامية وخاصة في العصرين الاموي والعبــاسي وتعدد انواع المؤسسات التجارية فيها وكثرة تواجد التجار القادمين اليها تطلب الأمر ظهور الخانات (الفنادق) والحمامات والمقاهي والمخازن الكبيرة كمؤسسات ترتبط مكانيا مع الأسواق ، ومما تجدر الإشــارة إليه ان الأسواق حظيت بأهمية كبيرة عند تخطيط مدينة بغداد ويذكر المؤرخين ان سوق المدينة مر بمرحلتين مهمتين ابان حكم المنصور(27) حيث اخذ السوق جانبا منها وعلى الرغم من تاكيد المنصور على أهمية الحركة داخل السوق عند تخطيطه إلا ان التطور العمراني السريع الذي شهدته مدينة بغداد وزيادة إعداد السكـان فيها ادت إلى ظهور مشاكل عدة تمثلت بكثرة الزحام داخل الأسواق مما اضطر المخططــون والحال كذلك إلى ايجاد بدائل للسوق في بغداد وقد اختير للسوق الجديد موضعيــن جديدين الأول في جانب الكــرخ والذي خطط له المنصور بشكل مفصل والتي يذكرالمؤرخون انه رسم مخطط السوق على قطعة قماش حدد فيه اطــوال الشوارع وعرضها وقسم السوق إلى عدة اقسام لكل سلعة أو حرفة سوقا خاصا بها ، وكذلك الحال مع السوق الثاني الذي اختيرت الرصافة مكانا له والذي اعيد تصميمه في عهد المهدي وقد حاول المخططــون تلافي الاخطاء التي ظهرت في سوق الكرخ مما جعل اسواق الرصافة الاكثر اتساعا ، مما تجدر الإشـارة إليه ان إعداد ورسم تصاميم اساسية لهذه الأسواق يعد مرحلة مهمة في تخطيط المدينة الإسلاميــة فوجود مثل هذه المخططات يسهم بشكل كبير في معالجة المشاكل بوقت اسرع .
أما بالنسبة للاستعمال الصناعي فقد كانت المدن الاسلاميــة في معظمها مدنا تجاريه الا ان ذلك لم يمنع
من ظهور بعض الصناعات التي تخدم الناس في تسهيل امر معيشتهم ، و مما يمكــن ملاحظته من استقراء للمصنفات العربية ان تلك الصناعات كانت تتخذ مكانا خاصا بها ضمن اطار السوق في المدينة وخاصة في مدن العصر الراشدي والاموي وهو ما يمكن تعريفه اليوم بالتجاذب الوظيفــي المكاني ، إلا ان العباسيين قرروا عند تخطيط مدينة بغداد تخصيص اماكن محددة للصناعات التي تسبب تلوثا بيئيا او ضوضائيا للمدينة بحيث حرص المخططون ان تكون هذه الصناعات بعيدة بالقدر الكافي عن المناطق السكنية والاسواق حيث عمدوا مثلا إلى أبعاد صناعات الفخار من وسط الأسواق إلى أطراف المدن كونها تؤثر سلبا على السكان كما ابعدت كذلك محلات الحدادين إلى أطراف المدينة ومنع مجاورتها لمحلات البزازين (28).
2_3 / شبكة الطرق في المدن الإسلامية : تحدد شبكة الطرق في أي مدينة هيكلها العمراني ويشير علماء الاجتماع إلى أهمية عامل النقل في تحديــد مستوى العلاقات بين سكان المدينة فضلا عن تأثيره المباشرة في إمكانية نمو المدينة وتطورها ، لقد عـمد المسلمون عند إعداد خطة المدينة إلى إجراء تخطيطي ينم عن فهم واضح لأثر الطرق والشـوارع في حياة أي مدينة لذا فقد قاموا في البدء بإعداد تصنيف لنمط الطرق في مدنهم والتي صنفت إلى نوعين عرف النوع الأول بالشوارع النافذة أو ما اصطلح عليه آنذاك بشوارع العامة وتكون ذات امتداد واسع مفتوحة إلى بقيـة تفرعات بقية الشوارع في المدينة ويكون أمر تحديد امتدادها واتساعها فضلا عن اتجاهها ضمن مسؤوليـة سلطة المدينة وفي إطار خطتها العامة أما النوع الثاني فقد عرف بالطرق الخاصـة وهي عبارة عن طرق ذات نهايات مغلقة وغالبا ما تكون في داخل الخطط (الأحياء السكنية ) أو الأملاك الخاصـة وقد ترك أمر تحديد اتساعها وامتدادها واتجاها إلى سكان كل خطة (حي) إلا أنها غالبا ما تكون سبعة اذرع إتباعا لسنة الرسول (ص) عند التخطيط لتقسيم القطائع والخطط في المدينة المنورة حينما سن ذلك بقوله الشريف ( إذا تدارأتم في شارع فاجعلوه سبعة اذرع). ويلاحظ من استقراء المصنفات الإسلامية التي تناولت تخطيط الشوارع في المدن الإسلامية ان هناك عوامل عدة أثرت في تحديد شكل وامتداد وأنواع واتجاهات واتساع الطرق والشوارع في المدن الإسلاميــة فكما ذكرنا سابقا ان المسجد يعد سمة بارزة بل وأساسية في المدن الإسلامية لذا فمن البديهي ان تنتهـــي إلى المسجد كل الطرق والشوارع في المدينة مما يعني ان للمسجد الأثر الكبير في تحديد شكل وامتداد الشوارع المؤدية له (29) ، كما وتأثر تخطيط الطرق والشوارع في المدن الإسلامية بخطة المدينة فقد أدرك المخطـط للمدن الإسلامية آنذاك بأهمية الطرق بالنسبة للمدن فهي (الطرق) تربط التجمعات البشرية داخل المدينــة وتعبر عن العلاقة بين سكان المدن ومرافقها المختلفة و مستوى الخدمات المقدمة فيها فكلما كانت الطـرق تمتاز بمرونة الحركة وسهولة التنقل فيها أمكن للخدمات المقدمة في المدن من أداء واجباتها بالصورة المثلى _ فيما إذا لم يكن هناك قصورا في الخدمة نفسها _ ، كما ويؤثر موضع المدينة في شكل وامتداد واتجــاه طرقها ومن هذا المنطلق فقد اهتم المسلمون في تخطيط نمط الشوارع وفق معطيات الموضع فقد كان للحيز الجغرافي دور في تحديد امتداد الشوارع واتساعها ، كما كان للاعتبارات المناخية دورا في تحديد اتجاهات الطرق في المدن الإسلامية فمثلا كان اتجاه الطرق في بعض المدن من الشمال إلى الجنوب بحيث تتعامـد عليها الشمس أثناء حركتها الظاهرية حتى تحقق لها اكبر نسبة من الظل خلال ساعات النهار فضلا عــن مرور الرياح الشمالية الغربية خلالها مما يكسب الطرق جوا مريحا نسبيا للمارة في حين تكون اتجاه الطرق في بعض المدن من الشرق إلى الغرب ويظهر هذا النوع من الطرق في المدن التي تقع في عروض أعـلى حتى تتعامد الرياح الشمالية الغربية الباردة مع اتجاه الشارع وبالتالي توفر الدفء النسبي للشوارع في فصل الشتاء كما ان الشوارع العربية كانت تتميز بالضيق والتعرج وخاصة ضمن الاحياء السكنية وقد وفر هذا الاجراء لتلك الاحياء الدفء في الشتاء حيث لا يسمح ضيق الشارع ولا تعرجه باستقرار الرياح الباردة فيها كما لا تسمح صيفا للرياح الحارة والمتربة بالتوغل فيها مما يوفر حماية لسكان تلك الاحيـــاء من تقلبات المنــاخ مما يعني توفر البيئة الملائمة للسكن (30) وهو اجراء تخطيطي ينم عن فهم واضح لدى المخطط العربي لظروف البيئة المحيطة به وقدرة عالية على التعامل معها ، كما اهتم المسلمـون بنظافـة الطـرق والشوارع وأولوها أهمية كبيرة كونها تمثل شريان الحركــة بالنسبة لأي مدينــة ومما يلاحـظ ان هذا الأمر كان تنفيذا لوصية الرسول (ص) حينما أكد على إزالة الأوساخ من الطرق ورفعا إلى إحـدى مراتب الإيمان وذلك بقوله الشريف ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق) (31) كما اعتبر المسلمين ان الاهتمام بجمالية الطرق مطلبا رئيسا يعبر بالضرورة عن جمالية المدينة وتكفي الإشارة هنا إلى ان عاصمة الخلافة العباسية (بغداد) كانت شوارعها مرصوفة بالآجـر مضاءة بقناديل الزيت ، ومما تجدر الإشارة إليه ان الطرق في المدن الإسلامية تطورت بشكل مطرد من حيث الشكل والامتداد والاتسـاع مع تطور العمران في تلك المدن فضلا عن التقـدم في مستوى الخبرة المكتسبة عند تخطيط المدن فمثلا اعتمد لشوارع مدينتي البصرة (32) والكوفـــة (33) عنـد تأسيسهما ثلاث مقاييس حيث كان عرض الشـــارع الرئيسي في المدينة و المؤدي إلى المسـجد ستين ذراعا في حين كان عرض الشوارع الثانويـــة فيهما عشرون ذراعا في حين كان عرض الأزقـة في الخطط ( الأحياء السكنية) سبع اذرع ، أما بالنسبة لمدينـة واسط فقد كان عرض الطريــق الرئيس فيها ثمانين ذراعا ، وفي بغداد اختلف عرض الشوارع الثانويـة حيث بلغ خمسين ذراعــا في حين ازداد اتساع الأزقة ليبلغ عرضها ستة عشـر ذراعا أما في مدينــة سامراء فقد حـدد عرض الشارع الرئيس فيها بحوالي مئة متر تقريبا . يتضح مما سبق ان المدن الإسلامية تميزت بحرية في تخطيط الطرق والشوارع وبشكل يختلــف تماما عن تخطيط الطرق في المدن اليونانية والرومانية الأمر الذي يؤكد ان تخطيط المـدن في العصر الإسلامي امتاز بحرية في التخطيط وبالشكل الذي عكس الواقع الاجتماعي الذي يؤمــن حرية الفرد في إطار الصالح العام(34) .
وبذلك يعتقد الباحث ان فرضية البحث قد تحققت من خـــلال الرؤى والمنهج الإسلامــي الذي بدت ملامحه الفكرية واضحة المعالم من حيث تمثل المبادئ المتبعة حاليا في تخطيط المدن في تخطيط المـدن خلال العصــر الإسلامي دون الركــون إلى أقـوال المستشرقين الذين نفوا دور المسلمين في إضافة أي رؤى أو مبادئ إلي تخطيط المدن وليس دلـيل على ذلك اكبر من المبادئ التخطيطية التي امتازت بها المدن الإسلامية والتي تمثل انعكاسا للحيـاة الدينية والاجتماعية والسياسية والبيئية في ذلك الوقت.


الخاتمة:
لم يكن الإسلام مجرد دين بل حقبة حضارية جديدة تأتي وفق نمط وفكر وثقافة أرسى دعائمه تاريخيا يحمل معه نظرته إلى الأشياء وفلسفته في الابتكار، بدأت بإيقاظ الإنســـان عن طريق إعادة تركيــب وترتيب الظروف الموضوعية المحيطة به فقد كان الإسلام يهتم أولا وقبل كل شيء ببناء إنســـان جديد يتفاعل مع مقومات الحياة الحضرية الجديدة قبل ان يهتم ببناء مدينة جديدة ليكون منسجما مع الحياة الحضرية.
لذا بدت المدينة الإسلامية ذات تنظيم هندسي خاص يحمل دلالة معينة حيث يوجد المسجــد في وسط المدينة مقترنا بدار الإمارة ليشكلا المنطقة المركزية في المدينة ـ ليعبر المعلمين عن توأمة الخطين الديني والسياسي وتأثيرهما المتبادل في إدارة المدينة الإسلامية ـ وقد كانت اغلب الطرق والشوارع في المدينة تؤدي إلى هذا المركز ، ومما يميز الخطة بالمدن الإسلامية على الإطلاق وجود مساحات كبيرة تحيط بالمسجـد حددت فيها استعمالات الأرض في المدينة وفق متطلبات السكان ، ومما بدا واضحا من خلال الدراسة ان للشريعـــة الإسلامية دور كبير في ترتيب تلك الاستعمالات داخل المدن من خلال قاعدة " لا ضرر ولا ضرار" . عليه يمكن القول ان تخطيط المدينة الإسلامية تميز بخصائص عدة جعلت للفكر الإسلامي هويته الخاصــة تختلف فيه عن تخطيط المدن في الحضارات الأخرى وقد كان للسنة العملية للرسول (ص) آثرا واضحا في استلهام المخطط الإسلامي لطبيعة ترتيب استعمالات الأرض داخل المدن الإسلامية وعلى النحو التالي : 1_ كان المسجد وفق الرؤية الإسلامية لتخطيط المدن النواة لتأسيس أية مدينة والحلقة الأولى لاستكمال كافة أجزاء الخطة فقد كان بمثابة المركز الإداري والثقافي فضلا عن دوره الأساس كمركز دينيا ينظم للمسلمين حياتهم العقدية لذا كان احتلاله لحيز مكاني يمثل وسط المدينة أمرا مبررا . 2 _ امتازت شوارع المدينة الإسلامية بتدرجها بحسب طبيعة الاستعمال فمثلا تدرجت شوارع مدينة البصرة من حيث الاتساع ما بين 60 ذراعا للشوارع العامة و20 ذراعا للشوارع الفرعية وخصص للأزقة وشوارع الاحياء السكنية سبعة اذرع فقط . 3_ تعد استعمالات الأرض التجارية ( الأسواق ) من العناصر الرئيسة في خطة المدن الإسلاميــة لذا فقد احتلت حيزا مكانيا متقدما في مركز المدينة وغلبا ما تخصص لها مساحات قريبة من المسجــد ، وظهر من خلال الدراسة ان الأسواق في المدن الإسلامية امتازت بالتخصص المهني منذ التخطيط للمدينــــة الأولى (البصرة ) وقد بدا ان نمط وطبيعة توزيع الأسواق وفق تخصصاتها المختلفــة تطور بشكل كبير مع تطور شكل الخطط للمدن الإسلامية المؤسسة لاحقا كبغداد وسامراء مثلا . 4 _ ترك المخطط للمدن الإسلامية فضاء من الأرض يخلو من أي استعمال محدد يحيط بالمسجد من جميع الاتجاهات حدد الغرض منها لممارسة الأنشطة الدينية والاجتماعية والسياسية . 5 _ تميزت شبكة الطرق في المدن الإسلامية بأنماط اختلفت بشكل كبير عنها في المدن اليونانية والرومانية فقد تميزت بأنواعها المختلفة سواء من حيث الشكل والامتداد والاتساع والاتجاه ، كما روعيت عوامل عدة في تخطيطها منها العوامل السياسية والاجتماعية والبيئية . 6_ تميز تخطيط الحي السكني في المدينة الإسلامية في بداية الأمر بطابع اجتماعي خاص برزت صورته من خلال تعدد الخطط السكنية بحسب كل قبيلة فالإحياء السكنية في المدن الإسلامية عرفت بأسماء القبائل .















الهوامش
1_ عبد المنعم ماجد ، تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى ،ط3 ، مكتبة الانجلو المصرية،القاهرة،1973 ، ص 234 _ 236.
2 _ سعدون شلال ، اثر الإسلام في تطوير الفكر الاسلامي الجغرافي العربي، مجلة ديالى ،كلية التربية ، العدد19، جامعة ديالى ،2005 ،ص132. ينظر ايضا:
_ عبد الجبار ناجي ، مفهوم العرب للمدينة الإسلامية ، مجلة المدن العربية ، المنظمة العربية للمدن ، العدد 16، السنة الرابعة ،1984 .ص 64 _66 .
3_ احمد جارالله الجار الله، التكامل بين جغرافية الحضر والتخطيط الحضري والإقليمي، النشرة الدورية لقسم الجغرافية والجمعية الجغرافية الكويتية، العدد 208،الكويت، 1997.ص 28ـ32. ينظر ايضا:
_ سعدون شلال، اثر الإسلام في تطوير الفكر الاسلامي الجغرافي العربي ، مصدر سابق ، ص 130.
4_ القرآن الكريم ، سورة القصص، آية (18)
5_ القرآن الكريم ، سورة العنكبوت ،آية (34)
6 _ القرآن الكريم ، سورة البلد ، آية (1)
7_ القرآن الكريم ،سورة النمل ، آية( 91 )
8_ ابن خلدون ،عبد الرحمن بن محمد ، العبر وديوان المبتدأ والخبر _ المقدمة ـ ج1 ،دار الفكر، بيروت، 2001 .ص07 3.
9_ عبد المنعم ماجد، المصدر السابق ، ص92 _110 .
10_ عبدالرحمن علي عبدالرحمن الجادر ، مركزية موقع البصرة وهامشيته في صيرورة التاريخ دراسة في الجغرافية التاريخية ، رسالة ماجستير ،كلية الاداب ، جامعة البصرة ، 2000.( غير منشورة ) ص 17.
11_ ياقوت الحموي ،معجم البلدان ، ج1، دار صادر للطباعة ،ط4 ،بيروت،1995. ص 420
12_ محمد عبدالستار عثمان،المدينة الإسلامية ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، سلسلة عالم المعرفة ، العدد 128 ، مطبعة الرسالة ، الكويت ، 1988
13_ ابن خلدون ، العبر وديوان المبتدأ والخبر _ المقدمة ـ ج1 ،مصدرسابق،ص 547
14 _ صالح احمد العلي ، خطط البصرة ، مجلة سومر، الجزء الثاني ، العدد 8 ، بغداد 1952 ، ص 301 _302
15_ جمال حمدان ، جغرافية المدن ، مطبعة البيان ، بلا .ص 324
16_ على بن عبد لله الدفاع ، رواد علم الجغرافية في الحضاره العربيه و الاسلاميه ، الطبعة الثانية ،مكتبه التوبه ، الرياض،1993. ص 49 .
17_ خلف حسين علي الدليمي، التخطيط الحضري أسس ومفاهيم،الدار العلمية للنشر،ط1، الاردن، 2002، ص 30
18 _ عبد الرزاق عباس حسين ، جغرافية المدن ،مطبعة اسعد ،بغداد ،1977.ص133
19_ اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ، ج 2 ، دار الفكر، بيروت، 1995، .ص 35 . ينظر ايضا :
_احمد بن يحي البلاذري ،فتوح البلدان، دار الكتب العلمية،بيروت ،1983. ص276
_ محمد بن جرير الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ،ج4 ،دار الفكر، بيروت ،1998.ص 179.
_ ياقوت الحموي ،معجم البلدان ، ج1، دار صادر للطباعة ،ط2 ،بيروت،1995. ص430
20_ محمد عبدالستار عثمان،المدينة الإسلامية، مصدر سابق ، ص 95.
21_ ابن خلدون ، العبر وديوان المبتدأ والخبر _ المقدمة ـ ج2 ،دارالفكر، بيروت، 2001.ص 549 .ينظر ايضا:
_ ياقوت الحموي ،معجم البلدان ، ج1،المصدر السابق،ص 435.
22_ محمد عبدالستار عثمان،المدينة الإسلامية، مصدر سابق ، ص 55.
23_ ياقوت الحموي ،معجم البلدان ، ج1، دار صادر للطباعة ،ط2 ،بيروت،1995 ،ص347_352
24_ جاسم صكبان علي، البصرة في العصر الاموي ، موسوعة البصرة الحضارية ، المحور التاريخي، جامعة البصرة ، البصرة، 1989. ص 15_ 55.
_ ينظر ايضا : هدية جوان العيدان ،تخطيط مدينة البصرة في القرن الاول الهجري ، رسالة ماجستير في الاثار الإسلامية ، كلية الاداب ،جامعة بغداد، 1983.(غير منشورة).
25_ ياقوت الحموي ،معجم البلدان ، ج4، دار صادر للطباعة ،ط2 ،بيروت، 1995 ،ص 490_493.
26_ ياقوت الحموي ،معجم البلدان ، ج4، دار صادر للطباعة ،ط2 ،بيروت،1995،.ص 261_263.
27_ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، دار الغرب الاسلامي للطباعة، ط1، 2001،ص 310. ينظر ايضا : _ ابن خلدون ، العبر وديوان المبتدأ والخبر _ المقدمة ـ ج3 ، ،دارالفكر، بيروت، 2001.ص 247
28_ محمد بن جرير الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ،ج9 ، مصدر سابق ،ص209. ينظر ايضا: _ ياقوت الحموي ،معجم البلدان ، ج1، مصدر سابق، ص 457.
29 _ عبد الجبار ناجي ، مفهوم العرب للمدينة الإسلامية ، مصدر سابق ،ص65 .
30_ _ سيد عباس علي ، اثر البعد البيئي على تخطيط المدن والعمارة الإسلامية ، مجلة المهندسين، جامعة الازهر ،السنة الثانية ، العدد الثامن ، القاهرة ،2007.ص 434_ 438
31_ ولي الدين التبريزي، مشكاة المصابيح، المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، دمشق، 1961. ص10
32_ عادل عبدالله خطاب ، خصائص استعمالات الارض في المدينة العربية دراسة التراث لمدن البصرة والكوفة وبغداد، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية ،العددان 24و25 ، بغداد،1990 ،ص ص 96 _110
33_ احمد بن يحي البلاذري ،فتوح البلدان، دار الكتب العلمية،بيروت ،1983. ص286 .
34_ محمد عب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alemarageography.yoo7.com
 
التخطيط الحضري في بعض مصنفات العلماء المسلمين دراسة في الفكر الجغرافي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المدينة والنقل الحضري "تأصيل نظري"
» الصحراء الغربيةوإطارها الجغرافي والسياسي
» دور المسلمين في تطور علم الجغرافية
» العلاقات الكويتية – الايرانية 1961 – 1990 دراسة تاريخية
» التخطيط الاستراتيجي القومي (السياسي) الشامل ـــ إبراهيم إسماعيل كاخيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجغرافية :: الجغرافيــــــــــة البشريـــــــــــة-
انتقل الى: